لا احد منا يستطيع انكار مدى التطور التقني التي وصلت له العديد من البلاد وبالأخص البلاد الاجنية و والأمر المحزن هو الموقف العربي من هذه التطورات . للاسف وظيفة العرب تجاه التكنولوجيا كمستهلكين فقط وليس كمنتجين ولا حتى مطورين "ليس بالمستوى المطلوب ".
"العرب متخلفون تقنياً" , هذه الجملة قد تبدو غير عادلة للعرب لأنهم ليسوا متخلفين -نرى العلماء العرب الذين يعلمون العالم - ولكنهم ليسوا على المسار الصحيح .
وضع العرب حيزاً صغيرا في حياتهم للاهتمام بالتقنية و الخطأ الشاسع الذي اودى بنا إلى هذا المنحدر السيء من التدهور التقني هو اننا نريد التقنية الأفضل ولكننا لا نريد أن نتعب أنفسنا لكي نفكر في أفكار جديدة ونبتكر ولكننا نريد كل شيء مثل ما يقال ( على طبق من ذهب ).
وإليك بعض الأسباب –من وجهة نظري- التي أوصلتنا إلى هذا الحال :
1)التقليد الأعمى:
من اهم أسباب تاخرنا في المجال التقني هو التقليد الأعمى لكل التكنولوجيا المتطورة في الدول الاجنبية حتى بدون التفكير كيف وصلت لهذا الحد من التطور و رؤيتنا للامم الأجنبية على أنها مثال يجب علينا أن نحذو مثله هو أكبر مقدار من التأخر وصلنا إليه ولا يريدون حتى اضافة شيء ولو كان بسيط على التقنية المستوردة.
2)شيخوخة المسؤولين:
كلنا نعلم أنه مع التطور التقني الشامل الذي غير العديد من الأمور في حياتنا اليومية نريد مسؤولين ومفكرين يعملون ما يريده الشباب لأنهم الجزء الاكبر في الوطن العربي وهم أساس كل التطور وأساس المستقبل فكيف يتم التحكم بالتقنية التي يستخدمها الشباب بواسطه مسؤولين تصل أعمارهم إلى الستين وما فوق . كيف لهذا المسئول أن يفهم عقلية شباب في سن العشرينيات وما قبل ويحقق مطالبهخم ورغباتهم ويوجههم إلى التجديد والابتكار ؟؟ كيف للشباب أن يستخدموا التقنية في التطور والمسؤولين العرب أجبروهم على التفكير القديم و وضعوا حاجز عميق أفقدهم الزمن !!
3)التعليم:
المشكله لا تتمحور فقط حول الشيخوخه المبكره التي وضعنا المسؤولون العرب بها بل أيضا في التعليم العقيم الذي نتلقاه في المدارس . لنقارن بين طرق التدريس العربية وطرق التدريس الأجنبية .. شيء لا يستحق المقارنة !! الاختلاف واضح ما بين العرب الذين يجبرون الطفل العربي على الحفظ و تلقي كل ما يعطى له بدون تفكير أو كيف جاءت ولماذا هذا ومن ثم صبه في ورقة الامتحان وانتهى الامر, وما بين الطفل الأجنبي الذي بدأ بتفكيره الخاص منذ مراحله الاولى في المدرسة والتي ساعدته أثناء الدراسه على الابتكار والتفكير السليم .هذا لأن الغرب يعلمون جيداً أن هذا الطفل سوف يصبح عظيم الشأن يوماُ ما ولكن المدارس العربية تبث في نفوس الأطفال الانهزامية والرضاء بما قدم له فهو سوف يتوظف في أي شيء متوافر. أين الدعم العلمي والفكر في هذا الشأن؟؟ كيف لكم أن تتوقعوا منه الابتكار وأنتم تبثون في نفسه الطاقة السلبية بالإضافة إلى إخماد أي موهبة قد تنمو بداخله
4)الاعلام السلبي:
عندما تفتح التلفاز ماذا سترى ؟؟ كثير من قنوات السياسة والاكثر من الأفلام والمسلسلات والمسابقات الترفيهية وللأسف القليل من الدينية وشبه المنعدم من العلوم والتقنية .. حتى القنوات التي تنشر محتوى علمي أو تقني يكون مترجم وليس عربي 100% .. الإعلام هو أكثر طريقىة تأثيرا على الناس , لماذا لا نستغله في نشر العلوم والتكنولوجيا والمساعدة على التفكير والابتكار ؟؟ لماذا لا يكون قنوات خاصة بالعلوم والتقنية عربية 100% تبث محتوى عربي 100% ؟؟ إن حصل هذا سيؤثر كثيرا في نفوس العرب ليس فقط للعليم ولكن لمنح الطاقة الايجابية أيضا بدلا من يصحو كل يوم على عدد قتلى وانفجارات .. يصحو أيضا على تقنيات جديدة تم اكتشافها . عندنا يجلس أما هاتفه بدلا من أن يرى "بعض " الإعلاميين المضللين ناشرين الفتنة , يجد ما ينمي عقله ويعلمه شيء جديد . أليس هذا أفضل ؟؟ !!
5)الاهتمام الخاطئ:
(ما هو المجال الأهم للاهتمام به ) إسال هذا السؤال لبعض العرب المسؤولين و ذوي المناصب العالية في الدول أول إجابة لهم سوف تكون ( المجال السياسي) كيف لهذا المجال أن يكون مفيد لأمة عربية قد سكنت عصر الجهل لمدة طويلة من الزمن , أمة تجمد في العصور المظلمة ولا تريد التطور و التحرك للمستقبل!!!
كيف للمسؤولين الاهتمام بالمشاكل الخارجيه عوضاً عن بدأ حل المشاكل الداخلية التي بدايتها ونهايتها هي التقنية السيئة و التخلف عن التطور و مواكبة العصر الحديث؟ أين الاهتمام بالأمور التي سوف تصلح جميع اخطاء الماضي؟ أين الاهتمام بالعلوم الحديثة؟ أين الاهتمام بالتقنية؟ كيف لكم أن تتوقعوا التطور وانتم تطؤون على الأرض الخاطئ تصبون اهتمامكم على أمور خارجيه عوضاً عن إصلاح الداخلية؟
6)ترفيه ؟ بلا جهد؟
.jpg)
يظن البعض أنه ببعض الترفيه يمكنه ابتكار العديد من الافكار الجميلة التي سوف تذهل العديد من الناس و أيضاً هذا ما يدور في رؤوس المسؤولين عن تقنية الدول العربية ولكن لم يخطر ببالهم أنه الترفيه الدائم عن النفس الذين يقومون به بلا جهد؟؟بلا فائده؟؟ أعتقد أننا جميعا وجدنا أنفسنا على هذا الحال من بعد جملة (قليل من الترفيه و سوف ترى التغيير المفيد )
7) الأموال قليلة محصنه؟أم كثيره مبذرة؟
كيف لنا تحديد إن كانت الأموال كثيره جداً أم لا ونحن نرى انها تستهلك في امور لن تفيد أحدا أو بمعنى آخر مهدرة فهي تصرف على أمور تافهه يمدحون أنفسهم بأنهم يقولون أنها ترفيهية ولكن هذا ليطمئنوا نفوسهم ماذا نفعل بالترفيه إن وجدنا العالم يضحك علينا؟ كيف لنا أن نترفه ونحن في العصر المظلم ؟ جميع الدول الاجنبية سبقتنا بمراحل في قطار التطور وبمبالغ أقل من الموجوده في العالم العربي , ولكن المسؤولين يرون أن الترفيه أفضل بمئة مره من التعليم , أفضل من التطور التقني ,هذه البلاد الغارقة في بحور الأموال والموارد الطبيعية والبشرية لا تستطيع حتى مجاراة هذه الدول !! ,, لهذا نحن متخلفون جداً !!
8)الإنفصال العربي:
عدم وجود إتفاق عربي للأبحاث من أسوء الأمور لانه الآن لا يستطيع العرب معرفة كل دولة عربية إلى أي خط تقني وصلت بل يعتمدون على الظنون و القليل من السؤال و ذلك مما أدى إلى اختلاف مستوى التقنية حتى في داخل الدول العربية بالإضافة إلى أن العديد من المسؤولين يترفعون ويتكبرون عن التعاون هذا مما يؤدي لضلال الشعب العربي بمجمله.
9)هجرة المفكرين:
العديد من الامور المزعجة التي تحدث في العالم العربي والتي تجلب لنا العديد من الامور السيئة قد جعلت العديد من المفكرين والباحثين يظنون انهم استيقظون من غيبوبتهم و بحثوا عن الأفضل لهم في مجال التعليم و الصحه والراتب و المعيشة فوجودوا ان الأفضل لهم يتواجد في البلاد الاجنبية لذلك هاجر العديد من المفكرين والباحثين والتي قد كان يمكن أن ترتقي الدول العربية في المجال التقني من سبب تفكيرهم العميق وبحثهم المستمر .
الثقه بالنفس والاعتماد على النفس وقوة العزيمة و تغيير للمناهج او التركيز على الثقافة و مساعدة الأطفال على الابتكار هذا كل ما نحتاجه ويجب علينا الانتباه للمبتكرين من الصغر وتنمية مواهب الأطفال هذا بالاضافة لتمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا العربية الأصيلة و الابتعاد عن التقليد الأعمى ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق